علي عبدالله صالح عفاش، رجل عسكري، تربع على عرش اليمن ثلاثة عقود و نيف، هو سياسي ثعلب يجيد الرقص على رؤوس الثعابين، هو رائد المدرسة البرجماتية النفعية اللامبدئية، يجيد توظيف التناقضات، و تغذية الصراعات لخدمة اجندته و مشروعه الشخصي العائلي، راكم ثروات هائلة و عمل حساب لليوم الاسود، لأنه يعرف ان الزمن غدار، و الايام دول، فعمل مع منظومة حكمه على نهب ثروات اليمن نهب منظم، بحيث تحولت الدولة خلال فترة حكمه الى اقطاعية خاصة به و بعائلته و المقربين منه.
خرج بثروة هائلة، و هو اليوم يتربع علي امبراطورية مالية ضخمة، انه اكبر رأسمالي في البلد اليوم، فحسب صحيفة الديار الصادرة يوم الاثنين الماضي 29 فبراير2016، نقلا عن الصحيفة الاهم في عاصمة امبراطورية التمويل العالمي، نيويورك تايمز، تبلغ ثروات صالح و عائلته و المقربين منه 133مليار دولار، نهبوها و سرقوها من اموال الشعب و الدولة اليمنية.
بلغ نصيب صالح وحده 19مليار دولار، عقارات و اسهم و شركات في اكثر من 25دولة، منها 10 مليار ريال يمني اذون خزانة في البنك المركزي اليمني.
صالح كان يخطط منذ ما يزيد عن عقد و نصف، لتوريث السلطة لنجله الاكبر احمد، و بمجرد ان رسخ مشروع التوريث في رأسه، سخر كل امكانيات البلد، لخدمة مشروع التوريث، و ازاح من امامه كل من يرى انه سيهدد و يعارض مشروع التوريث.
بنى جيش ضارب و مدرب و مدلل، تحت قيادة نجله احمد، الحرس الجمهوري والقوات الخاصة، و جهاز مخابرات عصري و مؤهل هو الامن القومي، لأجل الملك والعرش والسلطة، والمملكة العفاشية السنحانية، و احاط الجبال و القبائل المحيطة بصنعاء، بجيوش مجهزة بأحدث الاسلحة والتجهيزات، و كان يظن انه يستحيل ان تخرج السلطة من داخل اسرته، ستورث لأحفاده بعد احمد علي.
اشترى كل الطبقة السياسية و الكتاب والاقلام والصحف، و لم يتبقى امامه سوى قلة سيصفيهم بالاغتيالات، و كان مشروع التوريث قائم في كل البلدان العربية، ابتداء بمصر، لكنه لم يدرك ان اغلبية الشعب طحنهم الفقر والبؤس والاملاق، و ان الثروة قد تركزت في ايادي قلة قليلة متخمة ترهلت وشاخت، و ان هناك نار مشتعلة تحت الرماد، هم الشباب خريجي الجامعات، الذي طحنتهم البطالة والفقر والبؤس، و هم شريحة واسعة تصل الى نصف المجتمع، و ان الصراع طبقي، بين اقلية، هم الأثرياء الفاسدين واللصوص1% و اكثرية فقيرة محرومة من كل وسائل الحياة و نسبتها99%، و لذلك بمجرد ان اندلعت شرارة الثورات، في تونس و مصر، و سقط بن علي و مبارك، خرجت الجماهير التواقة للانعتاق والحرية والعيش الكريم بالملايين الى شوارع وساحات العاصمة صنعاء، و بقية المدن اليمنية، فتفاجأ “صالح” وارتعدت فرائصه، و ذهلت كل الطبقات الحاكمة، و خافت و ارتعبت من الشباب وجماهير الشعب التي خرجت للشوارع. عملوا على استخدام كل الوسائل لقمع الثورة و احتوائها، و كانت شفتي صالح تجف، وبدى في ايام واسابيع الثورة الاولى كالمجنون.
ذهب إلى مجلس الشورى، وقال لا للتوريث و لا للتمديد، و لا للتأبيد، و طرح دستور جديد و انتخابات مبكرة و نظام برلماني، فلم يقنع الجماهير التي خرجت الى الشوارع، إلا للرحيل و تسليم السلطة.
جمع قبائل محيط صنعاء، سلحهم حرضهم ضد البراغلة، استخدم كل الوسائل ولعب على كل العقد والمكبوتات والانقسامات، فلم يجديه نفعا.
حمل المصحف في يده، و قال هذا حكما بيني و بينهم، نبذته كل القبائل، ناشد شباب الثورة، توسلهم، فأصروا على الرحيل.
بعدها ركب موجة الثورة، الاخوان المسلمين، و تحالفهم مشترك الاصلاح، و زجوا بمحسن وال الاحمر وبقية منظومة الفساد والاستبداد إلى ساحة الثورة، عندها اطمئن صالح و عرف ان الثورة سرقت، و ان الشباب فوضويين، لا يوجد لديهم قيادة و قائد ثوري ناضج ومتسلح بالنظرية الثورية، و لا يوجد لديهم مشروع و لا برنامج و لا منهج ثوري، و لا يوجد حزب ثورة، ينتمي للفقراء والبسطاء.
الحزب الاشتراكي شاخ وترهل، وتنكر لتاريخه، ونبذ الفلسفة الماركسية اللينينية الثورية، و تأسلم اسلام زنداني وهابي ، وقيادته مرتمية بحضن محسن والاخوان المسلمين، و صارت في خط ال سعود و قطر وقبضت الثمن، وتبحث عن الشراكة في السلطة والثروة، مع منظومة الفساد، قيادة اصلاحية تبحث عن تسويات وحلول وسط، و تنظر للحوار والتسويات والسلم والاخاء، بقيادة كبير كهنة اليسار ياسين نعمان.
عندها راوغ صالح وماطل وتلكأ، والثورة تجمدت بالخيام ومرجعيتها ملك النفط بالرياض، الذي هندس مع صالح مبادرة سعودية، حولت الثورة الى مهزلة كاركتورية مبتذلة، و تقاسم السلطة صالح وحزبه بالمناصفة مع الاخوان ومحسن وحميد، وانتقلت الرئاسة الى نائبه هادي، الذي هندسوا له ان يكون شوكة ميزان بين طرفي الصراع، و بعد ان اصر ال سعود والامريكان على نقل السلطة بعد حادث النهدين، انحنى صالح لضغوطهم مكرها، و سلم السلطة لهادي، و منح من برلمانه حصانة بعد ان بكى باسندوة رئيس الحكومة السعودية بالبرلمان، و اضمر صالح الحقد والغل لمحسن والاخوان وال الاحمر الذين غدروا به، و خانوه، و تأمروا عليه، واخرجوه من دار الرئاسة، و خطط من لحظتها، لاسقاطهم وقيادة ثورة مضادة ضد الثورة المضادة، ثورة الاخوان، واستفاد من اخطائهم وفسادهم الذي لم يسبق له مثيل في تاريخ اليمن المعاصر، نهبوا مليارات بالمكشوف بوقاحة وفجاجة، وكانت المنطقة كلها على شفى هاوية، اصيبت الشعوب بخيبات امل واحباطات وكفرت بالثورات، بسبب فشل وبؤس ولصوصية انظمة الاخوان المسلمين، في مصر وتونس واليمن، وقادت السعودية والامارات ومولت ثورة مضادة، في مصر بواسطة الجيش المصري ورجلها السيسي، و عندها عادت الآمال لصالح وانتعشت قواه، و كان ينسق مع السعودية والامارات، لقيادة ثورة مضادة مستلهما النموذج المصري، الا ان الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي والديني والجغرافي، كان معقد باليمن.
كانت السعودية في عهد الملك عبدالله، محتارة في المفاضلة بين هادي وصالح ، وتكره الاخوان ومحسن وحميد الاحمر، بنفس كراهية حركة انصار الله الحوثيين، والجيش اليمني كان قد فككه هادي ومحسن والاخوان، ومعنوياته محطمة، بسبب انعدام الخط السياسي والوجه لهادي والاخوان، لذلك لم يعولوا عليه في عمل انقلاب عسكري.
كانت الصراعات الطبقية والسياسية والاجتماعية محتدمة في شمال الشمال، بين انصار الله الحوثيين والاخوان ومحسن وال الاحمر، وحقق انصار الله الحوثيين انتصارات سريعة ومفاجئة في دماج وكتاف ودنان و الخمري، معقل ال الاحمر، وبسقوط الخمري سقطت حاشد وامبراطورية ال الاحمر.
عندها ادرك الجميع وفي مقدمتهم السعودية وعلي صالح ان انصار الله رقم صعب، و انهم القوة الاولى في المشهد اليمني، فنسق صالح عبر ابنه احمد مع الامارات، ونسق هو مع السعودية ، بعهد صديقه الملك عبد الله، علي ان يتحالف مع الحوثيين، و من خلالهم يضرب الاخوان ومراكز قواهم، ويقوموا بنفس الدور الذي قام به الجيش المصري، ضد الاخوان، وضمن صالح للسعودية الحوثيين، وانهم سيحتويهم ويجعلهم اصدقاء لها غير عدائيين، ومن خلالهم سيعود ونجله للسلطة من خلال انتخابات برلمانية ورئاسية، تكون نتيجتها محسومة سلفا، لان صالح يعلم ان الثروة تجلب السلطة. و السلطة تجلب المزيد من الثروة و قوته في رأسماله. امبراطورية المال التي يمتلكها ستعيده وحزبه ونجله للسلطة.
بعد ان حسمت معركة عمران، لصالح انصار الله، ارسلت السعودية وفدا للمصالحة بين منظومتها والتقوا جميعا في صلاة عيد الفطر بجامع الصالح وضغطت على هادي لتعيين قادة عسكريين موالي لصالح و نجله، و عين عدد من القادة، من جناح صالح، بدلا عن قادة موالين لمحسن ومنتمين للاخوان، و بعدها اقر هادي والاخوان رفع اسعار الوقود، تحرك الريف اليمني، وخرجت الجماهير للتظاهر في صنعاء، في منتصف اغسطس2014م، واخذت تلك الاحتجاجات طابع ثوري، واحتدم الصراع الطبقي والسياسي، وطرح انصار الله الحوثيين، خطاب وطني ثوري، جذب كل جماهير الشعب، و ايدت تلك الاحتجاجات كل المحافظات اليمنية، و قمعت تلك الاحتجاجات والمظاهرات السلمية، بقوة السلاح في شارع المطار وامام رئاسة الوزارء، فتحولت الثورة الى انتفاضة مسلحة.
سقط النظام بكل منظوماته المتعفنة المتكلسة الميتة، عشية 21سبتمبر، سقوط دراماتيكي، و كان نصر سهل تحقق للثورة بقيادة انصار الله، بسقوط الفرقة وجامعة الايمان، و كانت اليمن كل اليمن مهيأة لثورة اجتماعية، تحدث تحولات عميقة في بنية النظام والمجتمع.
لكن الحوثيين لم يكونوا عند مستوى الحدث، لم يكن نصر 21 سبتمبر كفيلا بتحريرهم من الصيغ والمفاهيم والتصوات والاوهام التي علقت بأذهانهم من منتجع موفنبيك، و ثقافة الطبقات الحاكمة الرأسمالية الفاسدة الظالمة المستغلة كانت مسيطرة على اذهانهم و مازالت. ظلوا اسرى لتلك الاوهام، الشراكة والسلم والفدرالية والثورة السياسية والبرلمانية والديمقراطية البورجوازية، فذهبوا وقعوا اتفاق سلم وشراكة مع نفس النظام، و بذلك ادخلوا اليمن في ازمة جديدة، و غرسوا بذرة الحرب الاهلية، و كانوا ومازالوا بحاجة لمزيد من الهزائم لكي يتحرروا من تلك المفاهيم المثالية الطوباوية.
بعد ان التقطت منظومة الفساد والارهاب انفاسها، عادت للتأمر من جديد برئاسة هادي، و كانت تريد تمرير دستور تقسيمي تمزيقي، تمريرا لأجندة اجنبية امريكية سعودية. تقسيم البلد سته اقاليم علي اسس مذهبية وطائفية، فحدث صدام جديد وانتفاضة مسلحة، يومي 19،20 يناير 2015، فقدم هادي وبحاح استقالتيهما، بغرض التعجيز، لأنهم منسقين مع ال سعود، ولأنهم يعرفوا ان انصار الله قوة عسكرية بلا رؤية وبلا مشروع وبلا منهج ثوري.
كان يفترض عندها اعتقال هادي وصالح وبحاح وكل منظومة الفساد و تقديمهم للمحاكمة ومصادرة ملياراتهم التي سرقوها من مال الشعب، و حل احزابهم، و اعلان تشكيل مجلس قيادة ثورة وحكومة ثورية ببرنامج ومنهج ثوري، ولكن الحوثيبن، كانوا فوضويين مشوشين يفتقروا لأدنى رؤية.
نصحناهم لم ينتصحوا اصموا اذانهم، و ذهبوا لحوار منظومة الفساد، في موفنبيك، وكل الطبقات الحاكمة تتامر و تحضر نفسها للانقضاض وافشال الثورة، و تعميم الفوضى، اصدروا اعلان دستوري ولم يعملوه في يومه، عندها توحدت كل الاحزاب والتنظيمات والطبقات الحاكمة، داخليا وخارجيا ضدهم، و كلهم يريدوا البرلمان، كان صالح يريد ان يمكن البرلمان من البت في استقالة هادي، الذي يمتلك الاغلبية الساحقة فيه والذي يرأسه الراعي، و لكن انصار الله، رفضوا.
عند ذلك فزع منهم صالح وال سعود، و خططوا للقضاء عليهم، بالقوة العسكرية، و لتهريب هادي، بالتعاون مع المخابرات السعودية، و لصالح يد في تهريبه.
و بعد ذلك سيكون هادي وبحاح، غطاء سياسي و ذريعة، لسحق الثورة وانصار الله، بمبرر اعادة الشرعية، و خططوا ان يتبادلوا الادوار. ياسر العواضي بارك خروج الرئيس الشرعي من قبضة المليشيات. قناة اليمن اليوم كانت تصفه بعد هروبه بالرئيس هادي.
صالح كرت محترق ومكروه في الجنوب وتعز والوسط، ظهر يقول ان هادي سيفر الي جيبوتي عبر البحر، و ظهر متحالف مع الحوثيين، و بعدها تم تفجير مساجد صنعاء، من قبل السعودية وادواتها المخابراتية بالداخل، و بدلا من اعلان حكومة ثورية بصنعاء، و مجلس قيادة و اعتقال صالح كما نصحناهم في حينه، او على الاقل منعه من العمل السياسي، كما هو وضع صادق الاحمر، سمحوا له بممارسة اهم دور سياسي، و ظهر وكأنه هو من يقود المعركة، و بعدها تحركت الجماهير الشعبية المسلحة نحو الجنوب، لملاحقة هادي، و كل وسائل اعلام العالم تقول قوات المخلوع صالح ومليشيات الحوثي.
ولأن صالح مكروه بالجنوب ومنبوذ، دفع الحوثي ثمن فادح، احتشدت كل الفصائل الجنوبية تقاتله، لأنه متحالف مع صالح الذي سامهم سوء العذاب وجعلهم يتحالفوا مع ال سعود متوهمين انهم سينالوا جنة الاستقلال على يد الرجعية السعودية وتحالفها، فحصدوا الخيبات واكتشفوا ان البديل هو انصار الشريعة، و الذبح و السحل. ولكن بعد ماذا بعد قتل الالاف من الشماليين الفقراء، الذي قادهم الحوثي نحو حتفهم ليدفعوا ثمن اخطاء فترة حكم صالح 33سنة.
بعدها شنت حرب عدوانية علي اليمن، من قبل تحالف مقدس 12 دولة بقيادة ال سعود، لسحق الحوثيبن وثورتهم، وتدمير اليمن بحجة اعادة الشرعية، ودفع بصالح للتحالف مع الحوثيين لتشويههم وافسادهم والقضاء عليهم، و استنفار قطاعات واسعة من المجتمع، لقتالهم لانهم حلفاء وادوات المخلوع الذي ثار الشعب ضده، فنزفت اليمن بحار من الدماء.
كان ينبغي انقاذ اليمن من الهلاك بالمضي بالثورة حتى النهاية، وانتزاع السلطة من الايادي المجرمة ايدي البرجوازية، و تسليمها لأيادي الجماهير المضطهدة والفلاحين الثوريين..
سلطة ثورية، حكومة ثورية، معتمدة على الجيش والجماهير الشعبية المسلحة، لكن الذي حدث هو انه جرى الترويج لوحدة الصف وثنائية الزعيم والسيد، و تجميل صالح باعتباره رجل وطني كبير، وقف ضد العدوان السعودي هو وحزبه المؤتمر.
كانت صحافة البرجوازية واعلامها وكتابها تدافع عنه دفاع متزايد الصراحة، و ان اليمن بحاجة شخصية قوية مثل صالح، و قد آن الوقت لان ننبذ جميع الافكار عن الثورة وان نتكاتف ضد السعودية، و كل من يطالب بثورة وحكومة ثورية، يشق الصف خائن عميل، و لم يتم الاقتراب من اموال صالح وكل منظومة الفساد واللصوصية. بل تم التحالف معها من قبل الحوثيين، و تحمل اغلبية الشعب الفقير الاعباء، و دفعوا تكاليف الحرب من رغيف الخبز، و زادوا بؤس وفقر ومجاعة. سوق سوداء ومتاجرة وتربح بكل شيء، من الواح الطاقة الشمسية الى اسطوانة الغاز المنزلي، التي ارتفعت الى ضعفي ثمنها، وانتعشت منظومة الفساد والرأسمال اكثر من اي وقت مضى.
ان المعادين للثورة يتهللون اليوم لنكبات الشعب، لانهم ثاروا على الزعيم صالح، يريدون اخضاع اغلبية الشعب عن طريق تجويعه.
ان الذين يحتلون المناصب العليا يدعون الفقراء والبسطاء والفلاحين المسحوقين للمزيد من التضحيات الجديدة والجديدة ابدا، و لكنهم لا يمسون من يملكون كل شيء.
اننا في حرب مع الرجعيين والرأسماليين الفاسدين، و مع ذلك فإننا ندعوهم الى الشراكة في تشكيل الحكومة، مبقين علي حالة الفراغ منتظرين لهم.
لسان حال المقاتل بالجبهة يقول بينوا لي لماذا احارب..؟ أفي سبيل استرداد الملك، ام في سبيل يمن حرة؟ أفي سبيل الديمقراطية و الشراكة، ام في سبيل الرأسماليين قطاع الطرق؟ اذا ما اثبتوا لي اني ادافع عن الثورة فسوف امشي واحارب و لا حاجة لتشجيعي على المحاربة.
الخلاصة: ان علي عبد الله صالح، يطمح للعودة للسلطة عبر المال والاعلام، و الخبرة التي امتلكها في ادارة البلد، 33 عام، وسيعود عبر صناديق الاقتراع، وهو اليوم قوي جدا، و ينكر وجود اي ثورات، و قد قال لا يوجد ثورة على اليدومي و علي محسن، و11 فبراير مؤامرة، والشباب نادمون على عهده.
لقد شجعه على العودة فساد وفشل الاخوان وهادي، قبل 21سبتمبر، و غباء وضيق افق الحوثيين، و كما قال هو في لقائه الاول مع قناة الميادين انهم بسطاء عفويين خبرتهم منعدمة في ادارة الدولة.
أنصار الله الحوثيين، تنظيم عسكري لم يشكل حكومة، و لم يتخذ اي اجراءات قاسية وقوية وصارمة، تجاه اللصوص والفاسدين، لم يصادر اموالهم لم يؤمم شركاتهم الاتصالات والنفط والغاز والنقل، تصالحوا معهم، و تحالف مع كبيرهم، وصنعوا له جيش من الثورة المضادة، الذي الهب ظهرها سوط الفساد والسوق السوداء، والتجويع، و جعلها تكفر بالثورات، وتحلم بعودة عهد صالح، لان من خلفوه كانوا اسواء منه، في تجويع الشعب و نهب المال العام.
انصار الله متماهين مع الرأسمالية المتوحشة واقتصاد السوق، ومع الاغنياء ضد الفقراء، متناغمين مع سياسات البنك الدولي الافقارية، ومتماهين مع الفلسفة الاقتصادية الرأسمالية التي تدار من امبراطورية التمويل وقلعة الرأسمال، امريكا، حتى وان قالوا الموت لأمريكا. فهم يطبقوا فلسفتها الاقتصادية الافقارية التجويعية.